المحاسبة الإبداعية
يُطلق مصطلح المحاسبة الإبداعية أو المحاسبة الخلّاقة على بعض الإجراءات المحاسبية التي تلجأ إليها إدارات الشركات في بعض الأحيان وراء إحداث تحسين شكلي إما في ربحها أو مركزها المالي, وذلك عن طريق استغلال الثغرات المتواجدة في أساليب التدقيق بشكل عام أو الاستفادة من تعدد البدائل المتوفرة في السياسات والطرق المحاسبية التي تتيح المعايير المحاسبية للمنشأة إتباعها في أساليب القياس والإفصاح المتبعة في إعداد القوائم المالية, مما يؤثر في نوعية البيانات المالية التي تظهرها القوائم المالية سواء بالنسبة للأرباح أو بالنسبة للمركز المالي ومن ثم في موثوقية البيانات المالية.
يعتبر التلاعب في البيانات المالية فنَّاً من فنون التضليل يقوم به محاسب متمرّس وملم بهذا الفن اللاأخلاقي, مما لا يمكّن هيئات التدقيق المختلفة من اكتشاف ممارسات المحاسبة الإبداعية, الأمر الذي يترتب عنه حدوث أزمة ثقة عالمية في القوائم المالية للشركات بسبب ضعف الشفافية والإفصاح المحاسبي.
يعد انهيار شركة انرون الأمريكية نهاية عام 2001 من أبرز الشركات التي سقطت نتيجة العديد من العوامل, لعل من أبرزها انعدام أخلاقيات المهنة, حيث سقطت بأصول تقدر قيمتها بـ 63.4 مليار دولار مع الإشارة إلى تنامي سعر سهم شركة انرون على مدار السنوات من أقل من 7 دولارات في تسعينيات القرن الماضي حتى وصل إلى سعر 90 دولار ولكنه فقد قيمته فجأة فأصبح حوالي 90 سنتاَ بنهاية عام 2001.
ويثار الجدل حول اعتبار المحاسبة الإبداعية نظاما سلبياً يتنافى وأخلاقيات المهنة المحاسبية, أم أنها شكل إيجابي من الإبداع يستفيد من الثغرات التي تمنحها المحاسبة المالية لتعديل وتغيير الأرقام والقوائم المالية بما يخدم مصلحة الإدارة.
* الحقيقة أنّ مفهوم المحاسبة الإبداعية يمكن النظر إلية من زاويتين:
*** الأولى إيجابية: وتتمثل في إيجاد حلول وإجراءات محاسبية غير مألوفة تساعد على اتخاذ القرارات, كما يمكنها أن توفر معلومات محاسبية ذات جودة عالية مفيدة ومجدية لمستعمليها, وتعمل على التجديد والتطوير في الطرق والإجراءات المحاسبية.
*** الثانية سلبيــة: وتتمثل في إتباع الحيل وأساليب التغليط والتلاعب بالأرقام من أجل إظهار وضعية معينة تخدم مصالح أطراف معينة أو إخفاء حقائق معينة.